[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الطفل الحملطفل برج الحمل يكون نشيط الحركة و تظهر عليه منذ أسابيعه الأولى بوادر قوة الشخصية , و يسعى منذ البداية لكسب الاهتمام و لفت الأنظار . فإذا ما دخل أحد غرفته دون أن يوجه إليه نظرة أو كلمة راح يحتج بالصراخ أو بمختلف الحركات .
هذا الطفل معرض أكثر من غيره لبعض الحوادث الطارئة كالجروح و الحروق و الكدمات . و سبب ذلك فضوله الشديد الذي يحثه على اكتشاف المجهول . و هو يبكر في المشي و النطق و في إظهار استقلاله و فرديته و لكنه يمتاز أيضا بدفئ العاطفة و بصراحة التعبير عنها . فكثيرا ما يندفع نحو من يحب و يأخذ في ضمه و تقبيله بعنف و حماسة . و إذا لم يلق أي تجاوب انطوى على نفسه و أصبح إنسانا بارد المظهر و القلب .
يكتسب طفل برج الحمل مع مرور الوقت مزاجا انفعاليا يعبر عن نفسه بالانفجار بين الحين و الآخر و إن كانت هذه الزوابع قصيرة الأمد . هو كريم الطبع يشارك الآخرين ألعابه و ممتلكاته . يميل إلى الكسل بعض الشيء دون أدنى شعور بالخجل أو الارتباك . لا ينفع معه أسلوب الضغط أو التوبيخ . علاجه الأفضل التشجيع و بعث التحدي في نفسه .
خياله واسع و أحلامه متعددة . عاطفته في اشتعال دائم . تنطوي نفسه على المثالية و السذاجة و الصلابة معا . يجيد دور القائد بين زملائه . يرفض الانصياع و يبتكر الأفكار و الألعاب . يجب أن يينمى فيه حب الطاعة منذ الصغر و الا واجهته في الكبر مصاعب شتى و دروس في منتهى القسوة . قلبه الرقيق في تساؤل مستمر عن مدى حب الآخرين له . وهو إلى جانب ذلك سخي , ينفق بكثرة و لا يتردد في منح صديقه آخر ما يملك . إذا تلقى الهدايا أسرع إلى لمسها وفحصها رافضا تركها إلى وقت آخر .
أكثر ما يعذب هذا الطفل و يقلق راحته برود الآخرين و سلبيتهم . لكن ألمه وقتي , فهو ذو طبيعة صلبة كالألماس . يحب التخيل و المطالعة بقدر ما يهوى الاستطلاع و العمل الحقيقي . يحتاج إلى من يلقنه المسؤولية , و متى وجد المعلم الجيد تم الاقتباس بسرعة و سهولة عجيبتين . ينقاد إلى لغة المنطق و أسلوب المعاملة الشريفة . يتطلب الإطراء في البيت و المدرسة و يستوعب الطرق الإيجابية . تؤذيه البطالة و ينعشه العمل الدؤوب . يعشق سير الأبطال الحقيقيين , و قصص الخيال و السحر أيضا . يحتاج إلى ساعات نوم كافية ليسترد نشاطه و حيويته .
إذا أحسنت تربية هذا الطفل شب إنسانا عظيما يسعى لتحقيق أصعب الأحلام و أكثرها ندرة .
الطفل الثورإن الهدوء و العناد المعروفين عن برج الثور يأتيان مع الولادة . يكسب طفل برج الثور منذ الساعات الأولى إعجاب المحيطين به بسبب تلك السكينة التي تلازمه . ثم يحدث شيء ما يجعله ينفجر في الصراخ و البكاء بصورة أقرب إلى دوي المدفع أو هدير الشلال . من الأسباب التي تثير غضبه منذ البداية إجباره على الأكل أو اللبس أو غيره . إذا حاولت أمه أن تفتح فمه بطرف الملعقة أو شدت ذراعه لتدخلها في كم سترته رد عليها بالرفض شادا جسده الصغير مقلصا عضلاته بكل ما أوتي من قوة . وإذا أصرت احتقن وجهه و أصبح قرمزيا و صدرت عن حنجرته القوية أصوات هائلة تهتز لها جدران البيت .
فيما عدا ذلك وجوده متعة للعائلة . فهو الحب و الحنان كله . يهوى الضم و التقبيل , ولا يتردد في إظهار عاطفته لأهله و للأصدقاء على حد سواء . طفلة برج الثور تجيد بنوع خاص التعبير عن حبها سواء بالنظرات أو الابتسامات أو المداعبة . هذه الوسيلة المحببة تضمن لها جميع ما تصبو إليه , و تجعلها طفلة أبيها المدللة التي لا يرد لها طلب .
أطفال برج الثور أصحاء جسديا و نفسيا . من طبعهم الاستقرار و هدوء العاطفة و البعد عن الرياء و التمثيل و الكدر و الانحطاط . إنهم غالبا هادئون . أحيانا سلبيون عنيدون , نضجهم مبكر و مواقفهم الاجتماعية تتسم بالهدوء و التهذيب . من الصعب أن يعكر صفوهم شيء . يرفضون التدخل فيما لا يعنيهم و يصرون على أن يتركوا لشأنهم . إذا جوبهوا بالضغط و الإكراه ردوا بعنف و قسوة , و إذا عوملوا بلطف رجعوا عن عنادهم و خضعوا للأوامر . أقوياء أمام العنف و ضعفاء أمام الحب و اللين .
ينقاد طفل برج الثور إلى المنطق في سن مبكرة . فإذا لم يقتنع بأمر ما رفضه بحزم و إصرار . إذا رغب أهله في تقويمه و توجيهه دون أدنى صعوبة عليهم أن يتبعوا معه الأساليب الإيجابية و أن يبرروا طرقهم التربوية بصورة منطقية مقبولة , و عليهم أن يتحلوا بالصدق و إلا أساءوا إليه إساءة بليغة تظهر نتائجها فيما بعد .
تقوم الألوان و الأصوات بدورها الفعال في تكوين شخصية هذا الطفل منذ مراحله الأولى . فإذا غلب اللون الأحمر أو البرتقالي أو أحد فروعهما على أثاث غرفته أظهر القلق و الحنق دون أن يدرك أهله السبب . و إذا أحيط باللون الأزرق أو الأخضر أو ألوان أخرى يسودها الانسجام لا التنافر هدأت حاله و سكنت نفسه . و للأصوات أيضا تأثير مماثل فيه , فهو ينفر من الأصوات المزعجة و الضجيج و يرتاح إلى الموسيقى الهادئة و الغناء العذب و جميع الأصوات التي تقوم على التوافق . ثم أن طفل برج الثور في المدرسة يسعد معلميه و يرضيهم . إنه نظامي و مجتهد , يتفوق على غيره في قدرة التركيز . و مع أن استيعابه بطيء نوعا ما إلا أن ذاكرته القوية تجعله يستعيد أدق التفاصيل بعد فترة غير قصيرة . مواظبته و عدم ميله إلى الإهمال يجعلانه يجتاز الامتحانات دون صعوبة تذكر . يجد نفسه على رأس النشاطات و الألعاب المختلفة و ذلك بفضل رجاحة عقله و هدوء طبعه و قدرته على القيام بدور الحكم على أفضل وجه . من ألعابه المفضلة في الصغر السيارات " و التراكتورات " و كل ما له علاقة بالأرض و الزرع و الأشياء المماثلة التي من شأنها أن تجعله يبدو قذرا مهملا بعض الشيء . في تلك الحقبة أيضا يظهر حبه للطعام جليا واضحا فلا يتردد مثلا في التهام الأطباق المعدة لغيره . لكنه فيما عدا ذلك طيب القلب كريم اليد لا ينسى واجباته في المناسبات و الأعياد فيقدم لأفراد العائلة ولا سيما لأمه الهدايا الثمينة التي تعبر عن تقديره و حبه .
طفل برج الثور باختصار عطوف محب هادئ الطبع إذا عومل بالحسنى . حاجته إلى مودة الآخرين و محبتهم كبيرة , تقوم راحته الجسدية و النفسية على الأشياء الجميلة في الحياة كالموسيقى و الغناء و الألوان التي يراعى فيها الانسجام و التوافق .
الطفل الجوزاءقبل أن ترزق العائلة طفلا ذكرا ينتمي إلى برج الجوزاء , أو أنثى , على أفرادها أن يطلبوا لأنفسهم أولا العافية و النشاط و طول البال . إذ يجب ألا ننسى أن طفل الجوزاء مسير من الكوكب عطارد ( مركوري ) , و أن قدماء الإغريق كانوا يصورون آلهتهم ميركوري حاملا جناحين في قدميه و واضعا خوذة فضية على رأسه . هذه الصورة الرمزية تنطبق إلى حد ما على أطفال برج الجوزاء من الجنسين , و إذا شذ أحدهم عن ذلك فبسبب تأثيرات فلكية أخرى لا علاقة لبرج الجوزاء بها .طفل برج الجوزاء عنوان الحركة الدائمة و الفضول المستمر , و لهذا تحتاج أمه إلى ضعف الصبر الذي تحتاج إليه أي أم مسؤولة عن تربية الطفل . و علاوة على الصبر تحتاج أم طفل برج الجوزاء إلى العافية البدنية كي تستطيع اللحاق به من مكان إلى آخر , فهو سريع التنقل إلى درجة تجعله يبدو في مكانين في آن واحد . لقد حاول البشر معالجة هذا النوع من الأطفال فاخترعوا من أجلهم وسائل مختلفة كالأحزمة و الأقفاص و غيرها . و لكن من الصعب تخيل طفل برج الجوزاء , ملجما أو مسجونا . إنه عدو الجمود و السكون و الأماكن الضيقة بلا منازع , يهوى الحركة و اللعب و الناس و الأماكن الفسيحة و الدمى الكثيرة , و ينجح في إحاطة نفسه بجو مشحون بالضجيج و الحيوية و إثبات الوجود . إن تغيير هذه الصفات التي تعد أساس طبيعته أمر مستحيل على الرغم من كل ما قد يبذل من جهود . و مع ذلك يبقى من واجب الأهل تعويد طفلهم بجميع الوسائل و الطرق الاسترخاء و الهدوء و التمهل قدر الإمكان و ذلك منذ أول مراحل الطفولة .إلى جانب ذلك يتمتع طفل برج الجوزاء بالنضج المبكر و حب الاستطلاع و ردود الفعل السريعة . و هو ولا ريب أسرع الأطفال تعلما للقراءة و أمهرهم في الحفظ و أجودهم في الإلقاء . يداه الحساستان المعبرتان تصلحان بصورة خاصة لبعض الأعمال كالجراحة و طب الأسنان و صناعة الساعات . لديه استعداد خاص لتعلم اللغات الأجنبية , ولا يصعب عليه إتقانها في الصغر إذا منح الفرصة . يظهر الميل أيضا إلى الأعمال الميكانيكية و يجد متعة كبيرة في ممارسة هذه الهواية بصورة عملية .طفل برج الجوزاء محب للتقليد و التحريف , يقلد الأشخاص الذين حوله بروح السخرية و يحرف الحقائق ملونا إياها بشيء من خياله الواسع . يتهمه البعض بالكذب و يصر على معاقبته , لكن كذبه ليس أكثر من تحوير أو تلوين كما قلنا , منشأه أحلامه و تخيلاته الكثيرة , و كثيرا ما يقع هو فريستها فيصدق تماما ما يقول . إن صده أو عقابه لا يجدي , ومن الخير أن تتبع معه الأساليب التربوية الإيجابية فيشجع مثلا على الرد الصحيح دون زيادة أو نقصان .بقي أن نقول أن طفل برج الجوزاء قليل الصبر قليل الانتباه , يتلهى عن الدرس بأي شيء تقع عليه حواسه , لكنه يتعلم بسرعة لا تجارى إذا استجمع أفكاره و ركزها , و مع ذلك يظل قليل التعمق سطحي المعرفة نتيجة قلة صبره و عدم استقراره . و لأنثى برج الجوزاء بين زميلاتها و أترابها شعبية خاصة , و معروف عنها سرعة الانتقال من البكاء إلى الضحك و بالعكس .إن طفل برج الجوزاء باختصار - و خصوصا بالنسبة إلى والدته - غذاء روحي عظيم و إن كان غذاء مرهقا لأعصابها في بعض الأحيان . و يبدو أم وجود مثل هذا الطفل في عائلة ما يكسب جميع أفرادها الشعور بالشباب و الحيوية الدائمين .
الطفل السرطانيبدو طفل برج السرطان منذ أسابيعه الأولى متقلب المزاج ينتقل من حالة لأخرى بالسرعة التي ينتقل بها من اليقظة إلى النوم ومن الجوع إلى الشبع . محور عالمه الصغير الطعام و الشراب و مختلف الصور الملونة التي تمر أمام عينيه فتتلقفها ذاكرته الحادة – حتى في تلك المرحلة المبكرة بغية الاحتفاظ بها إلى حين الحاجة . و ليست تلك الصور الحسية وحدها ما يحويه ذهنه , فهو يستوعب الكثير من المشاعر و الأحاسيس ثم يخرجها بعد فترة كاملة غير محورة كأنها الصور التي تخرج من قلب " كاميرا " دقيقة الصنع . في صحبة هذا الطفل متعة حقيقية لما يرتسم على قسماته من تعابير متلاحقة تتأرجح بين الضحك و البكاء . من المؤكد أن حاجاته العاطفية أكثر منها عند الأطفال الذين في مثل سنه . و لأن الشعور بالغربة و العزلة يلازمه دوما , فنجده في حنين مستمر إلى عطف الآخرين و اهتمامهم به . غير خجله الفطري يحول دون البوح بما يعتمل في نفسه , و لذلك يبقى من واجب ذويه أن يدركوا تلك الحاجات , و أن يعملوا لقضائها بالوسائل الملائمة . ثم إن هذا الطفل سريع الضحك و البكاء . إذا أطلق العنان لدموعه اندفعت كالسيل . تلك هي وسيلته لكسب العطف و الاهتمام . عندما ينجح في هذا المسعى ينقلب إلى مخلوق مرح بالغ السعادة , و عندما يفشل يصبح انطوائيا متجهم الوجه . مخاوفه الكثيرة معظمها وهمي من وحي خياله . إنه يخشى العتمة و النار و السيارات و الضجيج و غيره . على أهله أن يعالجوا فيه تلك الحالة السلبية , وأن يشاركوه فرحه و شقاءه و إلا فقد ثقته بهم و بنفسه و أصبح في المستقبل إنسانا عدائيا منزويا عن البشر . و بهذه المناسبة نقول أن هطول المطر يثير في هذا الطفل ردود فعل متباينة تختلف باختلاف ظروفه و حالاته النفسية , فأما أن يشعر نحوه بالخوف و القلق أو ينفعل منه بصورة إيجابية يعبر عنها بالرسم أو الشعر أو الموسيقى . يبدو طفل برج السرطان إما نحيلا جدا أو سمينا جدا , و يتوقف ذلك على حالته النفسية و على مدى إقباله على الطعام الذي يعتبر إحدى نقاط ضعفه . في الدراسة يظهر ميلا خاصا إلى مادة التاريخ فيحفظ بسهولة عجيبة الأسماء و الحوادث و التواريخ . مواهبه الكثيرة تتجه نحو التصوير الفوتوغرافي و المسرح و الفنون بصورة عامة . يبدو منذ طفولته الأولى محبا للمال و الاقتصاد ولا يستبعد أن يكسب قروشه الأولى و هو طفل لم يتجاوز بضع سنوات من العمر و ذلك مقابل عمل يؤديه لأهله أو للجيران . خياله الخصب يصور له أحيانا أنه طفل غير محبوب أو غير مرغوب فيه مما يقوده إلى أوضاع نفسية صعبة . إن إقناعه بعكس ذلك واجب محتم على والدته في الدرجة الأولى و خصوصا لأن تعلقه بها و اتكاله عليها في جميع المناسبات لا يتركان لغيرها مجال الاحتكاك به . على كل حال لا يسع أم هذا الطفل سوى التساؤل عن أفضل طريقة تربيه بها و إن كان ينفع معه اللين أم الحزم . بالإضافة إلى ارتباطه بوالدته يظهر هذا الطفل تعلقا بأخوته و أخواته يدوم حتى سن المراهقة . في تلك الفترة قد ينقلب إلى شاب ثائر معارض دون أن يكون هناك سبب مباشر لهذا التحول . أما قبل ذلك فهو طفل سهل القيادة على الرغم من تقلبات مزاجه و كثرة أوهامه . من الأمور التي تلفت إليه الانتباه منذ الصغر حرصه على نقوده و أشياءه الخاصة و لعبه ذلك الحرص الذي يقوم على غريزة الأمومة و قدرته على اختلاق صديق أو أكثر وهمي يقضي معه أوقاته . و يتميز منذ الصغر أيضا بيد خضراء تحول التراب إلى رياض غناء . إنها إحدى الظواهر التي تستحق من أهله التشجيع . هذا الطفل الضاحك الباكي يقدس بيته ولا يستطيع الافتراق عنه . فمهما غاب أو بعد نراه يعود مسرعا إلى حيث تنتظره اللقمة الطيبة و ذراعا أمه الحنون .
الطفل الأسدعندما ينال طفل برج الأسد ما يبتغي يصبح بحق ابن الشمس و المرح و السرور . و عندما تسد في وجهه السبل ينزوي بصمت و غضب أو يحتج بالزئير العالي . ليس من الصعب التكهن برغباته لأن كل ما فيه يشير إلى سعيه لهدف واحد هو تبوأ مكان الصدارة و شغل دور الزعيم المطلق . هل هذا دليل على الغرور و العظمة ؟ نعم , بكل تأكيد ! لكنها طبيعة متأصلة فيه و خارجة عن إرادته . و لهذا السبب لا يستحق من ذويه القسوة أو السخرية . إن أكثر ما يؤذي طفل برج الأسد سوء المعاملة و خصوصا أمام الغرباء . يصاب عندئذ بجرح بليغ لا يلتئم بسهولة . حبذا لو يمتنع أهله عن ردعه و توبيخه و يستعيضوا منهما بالتوجيه القائم على المحبة و التفهم . يخلق مع هذا الطفل دافع طبيعي يدفعه نحو القمة و يرافقه لحسن الحظ شعوره بالحق و العدالة و عدم اللؤم أو الخبث . فمن كان على هذه الشاكلة يستحق أن تنمى فيه روح الزعامة شرط ألا ينساق مع الأنانية و حب الذات , وأن يمنح الآخرين فرصة الوصول أيضا . على كل حال و سواء أنميت تلك الظاهرة أم لم تنم يشغل الطفل من برج الاسد دور الملك منذ ولادته . تراه يتحكم في والديه و أشقائه و شقيقاته و الأقارب و الأصدقاء كما لو كان فعلا صاحب عرش و صولجان . فهو تارة يمتهن التمثيل بقصد لفت الانتباه , و طورا يكسل و يترفع تاركا لسواه مجال خدمته و رعايته . و هنا يصبح التدخل واجبا قبل أن تتأصل فيه تلك العادة فينقلب فيما بعد إلى إنسان جبار متسلط . يجب أن يعود منذ تلك المرحلة احترام شعور الآخرين و حقوقهم و ذلك من خلال منهج تربوي صارم و قائم على المحبة في آن واحد . هنا نوعان من الطفولة عند مواليد برج الأسد : النوع الأول مرح منفتح كريم , و النوع الثاني هادئ خجول لا بطبعه بل نتيجة حتمية لسوء تصرف الأهل و عدم تفهمهم . و هذا النوع الأخير يحتاج إلى رعاية خاصة تحول دون انقلاب الطفل إلى إنسان بالغ مكبوت الشعور سلبي التفكير . يحب طفل برج الأسد الألعاب التي يعتمد فيها على عنصر الحظ كما يحب لعبة العساكر المعروفة و يحتفظ منها بمجموعات مختلفة من الجنود . أما الفتاة فتهوى الملابس الجميلة , و تتصرف بلياقة و تهذيب , و تنشد المسؤولية و تأبى القيام بالأعمال المنزلية الوضيعة كتنظيف الحمام مثلا . يبدو الطفل – الأسد في المدرسة أكثر جرأة و حيوية و اندفاعا من سواه . وهو كريم , يمد رفاقه بالمال و ينفق على نفسه الكثير . ذكي دون ريب و لكنه معرض للكسل و الإهمال بين الفترة و الأخرى . إذا تسلح أستاذه بالصبر جعل منه تلميذا من أنجح التلامذة . هو على كل حال محبوب من معلميه بسبب طيبة قلبه و دفئ ابتسامته . ثم إنه يمارس من حين إلى آخر دور المعلم , فيشرح لزملائه الدروس و يفرض عليهم النظام . يضاف إلى هذا أنه يحب الحفلات و الاختلاط و إطاعة الأوامر المشوبة بالرفق و اللين , لكنه يرفض الرضوخ للشدة و يقابلها بالتمرد في بعض الأحيان . أخيرا يتظاهر هذا الطفل بالشجاعة لكنه يخشى أمورا كثيرة يرفض التصريح بها . و الحقيقة أنه أحوج الأطفال إلى حنان الأم و حدبها , و خصوصا في المساء عندما يحين موعد نومه .
الطفل العذراءعلى الرغم عن ذكائه و تيقظه يبدو الطفل المولود في برج العذراء أكثر جدا و أهدأ مظهرا من جميع الأطفال . لولا عناده في الأكل خاصة لاعتبر من أهنأ الأطفال و أقربهم إلى قلوب الأمهات . صعوبته ناجمة عن ذوقه الخاص في الطعام . فهو منذ بداية عمره يفضل أصنافا على أخرى , و يرفض بإصرار تعويده غيرها . هذا العناد لا يمنعه من أن يكون خجولا و مهذبا و دمثا إلى أقصى حد . وهو بالإجمال مطيع لأهله و معلميه , لا يضطرهم إلى توبيخه أو حتى إلى تكرار الأوامر . هذا الطفل أيضاً سريع النطق , يتعلم الكلام في وقت مبكر ثم سرعان ما يصبح سلس الحديث جاد العبارات باستثناء حالات الخجل و الارتباك أمام الغرباء . وهو ماهر في التقليد , كثيرا ما يحاكي أفراد عائلته و ينتقدهم بأسلوب فذ مضحك . و مع ذلك يميل إلى الأدوار الجادة و إلى تحمل المسؤوليات أكثر من غيره . في المدرسة يعتبر التلميذ المفضل لدى معلميه بسبب مثابرته و طاعته و تهذيبه الجم , لكن ما يزعجهم منه ارتباكه الشديد إذا اضطر إلى إلقاء قصيدة أو خطاب أمام زملائه و رفضه القاطع للنقد . أما ما عدا ذلك فهو خلوق , يسدي الخدمات دون مقابل , ولا يتردد في معاونة معلميه في تصحيح الفروض أو جمع العلامات , و ينجح في هذا الدور لما يتحلى به من الاستقامة و الموضوعية و الدقة مما يتيح له تصحيح الأخطاء التي يرتكبها الأستاذ نفسه في بعض الأحيان . و الطريف أنه لا يتورع عن ذلك و هو المعروف بكراهيته الشديدة لأي نقد له يصدر عن الآخرين . يحتاج هذا الطفل إلى الأدلة الحسية التي تبرهن عن حب أهله له و تعلقهم به و إن كان يرفض المجاهرة بتلك الحاجة . إنه على كل حال من بين القلائل الذين لا خوف عليهم من الميوعة أو الفساد مهما بالغ الأهل في تدليلهم . صعوبته الوحيدة مصدرها تمسكه بعاداته و رفضه لكل تغيير , و فيما عدا ذلك يعتبر وجوده نعمة لأبويه و خصوصا لوالدته التي يشترك معها أحيانا في تدبير المنزل و في مسك الحسابات . يتعلق بالمخلوقات الضعيفة و الحشرات الصغيرة مما يجعله يقضي الساعات في مراقبة وكر للنمل مثلا بينما وجود كلب ضخم لا يعني له شيئا . يرفض هذا الطفل المعلومات غير المكتملة و يلجأ إلى مصادر تثقيفية عديدة بالإضافة إلى الكتاب المدرسي . أكثر ما يحب الجدل و النقاش , فإذا بدا خلالهما أقل معرفة من زملائه انطوى على نفسه و شعر بالتعاسة و الخجل . يرفض في سن المراهقة العلاقات الدائمة أو الجادة و خصوصا تلك التي تستهدف الزواج , كما يكره أن يشار إلى حياته العاطفية من قريب أو بعيد , و لهذا السبب تصعب عليه صراحة الآخرين . إن عقله الواعي و أسلوب تفكيره العملي يحرمانه أشياء كثيرة يزخر بها عالم الأطفال الذين في مثل سنه . فهو مثلا قليل التخيلات و الأحلام نادر الاهتمام بقصص الجن و الأشباح و غير ذلك . و مع أن عظمته في تلك الواقعية إلا أن هناك خوفا عليه من الوحشة في المستقبل . ينبغي لأهله تشجيعه على اقتحام عالم الأوهام بين الفترة و الأخرى بحيث تصبح طفولته أقل جدا و أكثر تشعبا و مرحا .
الطفل الميزانعندما يرزق الأهل طفلا ينتمي إلى برج الميزان تتضاعف سعادتهم أمام جمال خلقته إذ يبدو متناسب التقطيع , مكتنز الجسم , مورد الخدين , وجهه ملآن بالبشر و الحبور , و ابتسامته توحي بأنه نموذج إعلاني في مجلة أطفال أنيقة . فإذا أضفنا إلى ذلك دماثة الطبع و غمازة أو اثنتين لا غنى لطفل برج الميزان عنهما أمكننا إعطاء صورة واضحة عن مرحلة ما بعد الولادة حيث يبدو كل من يراه مبهورا متعجبا من وسامته و عذوبته الملائكية . في المرحلة التالية يبقى طفل الميزان محتفظا بعذوبته و حلاوته و لكنه يتكشف أيضا عن طباع قد لا تنال من الإعجاب ما نالت صورته الخارجية ساعة الولادة . يتكشف مثلا عن التردد و العناد أمام الطعام و خصوصا إذا وضع أمامه صنفان أو أكثر . ماذا يحدث بالضبط ؟ ينظر إلى أحد الصنفين مليا ثم ينتقل إلى الصنف الثاني و منه إلى الأول و هكذا دون أن يمس أحدهما . تتدخل والدته عندئذ ملحة مستعجلة , فيزيد عنادا و غضبا هذه المرة . من الصعب أن تدرك والدته سر تصرفه هذا ما لم تذكر أنه ينتمي إلى برج الميزان و أن ما تعتقده عنادا ليس سوى الحيرة و التردد في الاختيار . يقال عن الطفل – الثور أنه عنيد , و هذا صحيح أما طفل برج الميزان فليس سوى طفل يكره العجلة كما يكره الأوامر المشددة و يفضل أن يصل بنفسه إلى كل قرار – مهما كان بسيطا – بعد طول البحث و التفكير . و بكلام أبسط ينبغي لوالدته أن تريحه من مشقة الاختيار فلا تقدم له أكثر من صنف واحد من الطعام في كل مرة . هذا من جهة , و من جهة أخرى لا بد من أن يظهر الحيرة و التردد نفسيهما أمام كل أمر آخر سواء أكان يتعلق بلباسه أو لعبه أو دراسته . هنا أيضا ينبغي منحه الوقت الكافي , و إذا وجب التدخل في الوقت الملائم فليكن بلطف و هدوء و بأسلوب أقرب إلى الاقتراح منه إلى الأمر الجازم . كثيرا ما تساءل الأهل عن سبب هذا التردد . السبب هو دون ريب البحث عن الصواب . فالطفل في برج الميزان طيب مستقيم يخشى ارتكاب الخطأ كما يخشى إلحاق الأذى بمن يحب . لذلك يمتنع من الإتيان بأي عمل قبل إشباعه درسا و تمحيصا الأمر الذي يقوده بطبيعة الحال إلى طرح الأسئلة و إثارة الجدل و استعمال لغة المنطق في كل ما يقوله أو يفعله . إن إحساس الخطأ و الصواب هذا يجعله كتوما للأسرار , كارها للنميمة , متمسكا بالحق إلى درجة الوقوف ضد أهله إذا بدا الحق إلى جانب سواهم . تخلق مع طفل الميزان عادات حميدة لا تتوقع ممن في مثل عمره . فهو يظهر الاهتمام بالطعام لا بالنسبة إلى مذاقه فحسب بل أيضا بالنسبة إلى تنوعه و مظهره , كما أنه يأكل الحلوى بكثرة , و يعطي جو الطعام أهمية لا يقدرها عادة إلا من كان أكبر سنا و أرجح عقلا , فيحيط نفسه بالأزهار و الشموع و الألوان الجذابة الخ . . . من الطبيعي أن تظهر روحه الفنانة هذه في هندامه و نظافته و تنسيق غرفته و حاجاته و غير ذلك . و تعبر الفتاة المولودة في برج الميزان عن الظاهرة نفسها في طريقة عنايتها بنفسها و استعمالها العطور و الصابون و أدوات الزينة و غيرها . يميل مولود برج الميزان من الجنسين إلى الموسيقى و المطالعة و الكتابة إذا لقي التشجيع اللازم من أهله و معلميه , كما يميل إلى المناقشة و الاستفسار عن كل ما يتعلق بالحياة ولا يستبعد أن يكون عنده الجواب لكل قضية الأمر الذي يهيئه منذ الطفولة لدور رجل القانون في المستقبل . وهو يسعى بالإضافة , إلى المحافظة على استقلاله و على الجوانب الخاصة في حياته و يبدي في الوقت نفسه اهتماما كبيرا بأفراد الجنس الآخر . و لهذا السبب تتخلل حياته في سن المراهقة قصص حب عديدة تمر سريعا دون ان تترك في نفسه أثرا كبيرا . قد يشعر أهل هذا الطفل بالضيق بين الحين و الآخر بسبب تردده و تفكيره و أسئلته المستمرة . لكن فيما عدا ذلك تبقى الحياة بقربه عميقة ذات مغزى شرط أن تؤمن عوامل سعادته التي هي من الدرجة الأولى : الراحة و الجمال و السكينة .
الرجل الميزان :
لا شك أنه أكرم الناس في توزيع النصائح بلا مقابل . عنده الجواب الشافي لكل سؤال و قضية و إن كان صعبا عليه الوقوف موقف المحايد بصورة مستمرة , فحبه للجدل و استناده إلى المنطق و التحليل يدفعانه إلى المجاهرة بآرائه الخاصة بأسلوب فذ يقنع الآخرين على الرغم منهم في كثير من الأحيان . سحره عظيم إلى الدرجة التي يستحيل معها التحرر منه . ابتسامته و لطفه كثيرا ما يمحوان سيئاته عند من يحب فلا ينسى الإساءة و حسب بل تلازمه الابتسامة أيضا مثل ظله و تعمل المستحيل كي يهنأ و يسعد . الحب مع هذا الإنسان عملية صعبة يتخللها صعود و هبوط على الرغم من تأثيرات كوكب الزهرة ( فينوس ) في سير حياته . لا شك أن سبب تلك الصعوبة يعود إلى عادة التفكير و التمحيص عنده . و هو لا يكتفي بإطالة فترة الدرس و حسب بل يتورع أيضا عن الرجوع عن قراراته في اللحظة نفسها التي يشعر فيها بأنه غير مقتنع تماما , مما يدفع الكثيرين إلى اعتقاد أنه لئيم الطبع بارد الشعور غير أهل للثقة . غير أن الواقع عكس ذلك تماما . إن طبيعة رجل برج الميزان و العاطفة مترادفان على الرغم من كل التناقضات التي عرفت عنه و هو يمارس الحب و حسب بل عرف كيف يصقله و كيف يجعله أرقى منه في جميع الأبراج الأخرى . من الصعب أن يفشل هذا الإنسان في محاولاته مع الحبيبة , لكن الطريف في الأمر هو أنه حالما ينجح في مهمته يأخذ في إظهار التردد و التساؤل عن جدوى الاستمرار . ذلك التردد الذي يكاد يشبه الخوف لا يفقده على كل حال اهتمامه بالجنس الآخر حتى في مرحلة الشيخوخة , و قد يكون أحد أسباب تعلق النساء به أسلوبه القائم على المناورة و عدم الرفض من البداية . لكنه " تكتيك " معقد يعذب المرأة أكثر من الرفض دون ريب . إذا نظرنا إلى رجل الميزان في مرحلة الشباب وجدناه هوائيا متقلب المزاج غالبا ما يخلط بين الصداقة و الحب . و هو إذا شاء لنفسه النسيان و السلوى استطاعهما دون كبير عناء أو ندم . لكن ألمه الحقيقي أعظم منه عند الآخرين , ولا نكون مبالغين إذا قلنا أنه في مرحلة العذاب ينهار و يتحول إلى حطام . فضول الرجل في برج الميزان محدود . وهو إذا ناقش فعل ذلك بطريقة مجردة بغية الوصول إلى النظريات الصحيحة لا أكثر . أي أن اهتمامه بالنظريات يفوق اهتمامه بالإنسان نفسه . إن قابليته لدرس الحقائق دون الدوافع تضعه في مصاف القضاة لا الأطباء النفسيين . تلك هي على كل حال مشكلته الأساسية مع شريكة حياته التي يجهل كوامنها النفسية على الرغم من وضوح الرؤية و مهارة الاستنتاج المعروفين عنه . مقابل ذلك لا يعلو شيء على مكانة الزوجة عنده . و هي – أي الزوجة – تأتي قبل أولاده الذين يعزهم من كل قلبه . و بهذه المناسبة نقول أن دوره كأب يتسم بطابع الحكم و المرشد . فهو يحمي أبناءه الصغار من تعسف أخوتهم الكبار , و يعطي هؤلاء ما يستحقونه من الحرية و الاستقلال دون أن يتأثر بمن هم أصغر سنا . بفضله يسود الهدوء و النظام في البيت في معظم الأحيان . و إذا حدث من أولاده أمر يستحق العقاب قام بالواجب دون تردد و دون أن يتخلى قيد شعرة عن أسلوب المنطق الذي يتمسك به في جميع أقواله و أعماله . الرجل في برج الميزان ميسور الحال إجمالا على الرغم من كثرة إنفاقه على الأشخاص و الأشياء التي تعتبر مصدر الجمال و السعادة . وهو يستضيف الناس بكثرة , و مع ذلك يكره الاختلاط بالغرباء و الجموع الغفيرة كما يكره الأماكن المغلقة و الضجيج و الفوضى , ثم إنه يهوى التنسيق و الترتيب و النظافة و الهدوء و الأماكن الفسيحة و الهواء المنعش و لهذا السبب يبدو بيته أشبه شيء بالواحة وسط ضجيج و غبار و لهاث العالم الخارجي . أخيرا لا بد من كلمة إلى المرأة التي تقع في حب رجل الميزان : لا تيأسي من تردده و حذره . كوني إيجابية و اخطي الخطوة الأولى فهو يستحق منك المبادرة
الطفل العقربيولد الطفل في برج العقرب مكتمل الصورة أكثر منه في الأبراج الأخرى , و يبدو أقوى عزما و أهدأ نفـسا من الأطفال الذين في مثل سنه . إن أول ما يلفت إليه الانتباه عيناه المتسلطتان على الرغم من ضعف الطفولة فيه و براءتها . إذا لم تدرك والدته – على الأقل – صلابته و لم تعالجها من البداية بما هو أصلب أصبح أقرب إلى العقرب السام منه إلى الابن البار , و إذا لم تمنحه بالإضافة إلى صلابة المعاملة الحب الكافي تحول إلى ضب خائف مقهور . و هكذا نجد أن أمام الطفل المنتمي إلى برج العقرب طريقين أحدهما علوي و الآخر سفلي – إذا جاز التعبير – و إن اختيار أحد الطريقين يتوقف إلى حد بعيد على نوع التربية التي يتلقاها منذ البداية . يحتاج تقويم هذا الطفل إلى يد من حديد و قلب ملآن بالحب و الصبر . من الصفات التي يجب أن يعتادها منذ الصغر مراعاة الضعيف , و احترام القانون , و غفران الإساءة , و قبول الخسارة بروح رياضية بناءة . أما الصفات الأخرى التي تولد معه و لا تحتاج إلى الرعاية فهي الجرأة و الصراحة و الاستـقامة و الجاذبية . على الرغم من صراحته يرفض هذا الطفل الكشف عن جميع خصوصياته محتـفظا ببعضها لنفسه , كما يرفض التخلي عن حاجاته و ممتلكاته الخاصة مفضلا حفظها في مكان أو زاوية ما تخصه وحده دون أفراد العائلة . أما شجاعته التي لا تنكر فتجعله قادرا على احتمال الألم الجسماني الشديد دون أدنى خوف أو بكاء . أمر آخر لا ينكر وهو إخلاصه لأهله و أصدقائه من جهة و تصلبه مع الآخرين و قسوته عليهم من جهة ثانية . طفل برج العقرب أيضا حاد الفكر و الذاكرة يستوعب دروسه بسهولة عجيبة و خصوصا متى وجد المعلم الجيد . بقليل من الإشراف و المساعدة يصل إلى القمة بين أترابه و زملائه . عيبه الوحيد ميله إلى التمرد على القانون في بعض الأحيان . يجب أن يتلهى عن ذلك بالرياضة و المطالعة و خصوصا مطالعة كتب الكيمياء و الفيزياء و قصص الأشباح و الجن و السحرة و غير ذلك . من أحب الهدايا إلى نفس هذا الطفل مجهر يكتشف بواسطته حقيقة الأشياء . تحت ستار الهدوء و البرود يخفي الطفل – العقرب شعور القلق الذي يساوره باستمرار . و بما أنه سريع الانفعال دون أن يدرك الآخرون ذلك يتألم إلى درجة المرض إذا طرأ ما يعكر صفو بيته و عائلته . و مع ذلك يفضل أفلام الرعب و قصص الجن و السحرة كما ذكرنا قبلا . هذا و ينجذب بشدة نحو مختلف العقاقير و الأدوية , و لهذا السبب يجب أن تحفظ في مكان بعيد عن متناول يده . يحلم طفل برج العقرب بأن يكون في المستقبل بحارا أو إطفائيا أو مهندسا فضائيا أو رجل دين أو حاكما أو حتى رئيسا للبلد . و على كل حال , مهما كانت أحلامه تلك , لا يجوز أبدا مقابلتها بالهزء و السخرية لأن في وسعه تحقيقها دون ريب . لكن يجب أن تقوم حدة اكتفائه بذاته و إهماله للآخرين كي يعلم قبل فوات الأوان أن أساس السعادة هو المشاركة في الرأي و المبادلة في العاطفة .
الطفل القوسالطفل في برج القوس مهرج صغير يحب لفت الأنظار و إدخال البهجة إلى قلوب المحيطين به . إذا أهمل أو ترك وحده أخذ حالا ً في البكاء للتعبير عن احتجاجه أو اندفع وراء أي صوت أو رائحة تدل على وجود بشر . و إذا لم يتسن له رفيق أو أنيس ينصرف إلى معاشرة دمية أو حيوان أليف يمنحه الدفء و الطمأنينة اللذين ضن عليه بهما الآخرون . إن الاحتكاك بالناس على اختلاف أعمارهم غذاء رئيسي لطفل برج القوس تماما كالطعام و الشراب , فإذا أضفنا إلى تلك الحاجة فضولا شديدا تجاه كل أمر و قضية فهمنا سبب ملاحقته الكبار و طرحه عليهم سيلا لا ينقطع من الأسئلة . " لماذا " كلمة يرددها من الصبح إلى المساء و يبغي من ورائها معرفة كل شيء دون استثناء . الله , الحياة , الموت , الولادة , القوانين و الأنظمة , جميع هذه القضايا تثير اهتمامه و تتطلب منه أجوبة صريحة و صادقة يستقيها من الذين هم أعلم و أخبر منه . فإذا رفض هؤلاء تقديم الشرح الوافي غضب و هدد بالتمرد على أوامرهم . يحب الطفل المولود في برج القوس الطبيعة و الهواء الطلق و الرياضة و الصيد , و كثيرا ما يسرح في الحقول و على الشاطئ برفقة كلب صديق و بندقية أو شبكة يصطاد بهما العصافير أو الأسماك . و كثيرا ما يقع أيضا خلال تلك النزهات و يعود منها بآثار الكدمات و الجروح . هذا الطفل معرض في الواقع للعثرات الجسدية و النفسية بسبب تطلعه إلى الأعالي و انشغاله بأحلام عظيمة تراوده , و يتعلق أكثرها بمستقبله . في تلك المرحلة من الطفولة يحلم بأن يكون راهبا أو ناسكا أو رجل دين . لكنه – بعد أن يكبر – يتحول تدريجيا إلى نوع من التفكير الجدلي الذي يدفعه إلى الشك أو الإلحاد أو دراسة الديانات الأخرى عله يجد فيها الحقيقة الكاملة . من أفضل أمنيات طفل برج القوس الحصول على ثقة أهله التامة في الوقت الذي يسعى فيه إلى الانعتاق منهم . مثلا إذا وضع في مدرسة داخلية أو أرسل إلى بلد ما للدراسة قد تمر الأيام دون أن يرسل كلمة إلى أهله يطمئنهم بها على نفسه , و لكن تصرفه هذا لا ينم عن خبث أو سوء نية . بالمقابل يتعلق بمدرسته و أترابه بسهولة تامة , و ينجح في دراسته بفضل ذكائه و فضوله و طرحه العديد من الأسئلة مما يجعله أكثر استيعابا من غيره للطرق التعليمية الحديثة . إنه يستحق في الواقع اهتمام المعلم المرن و صاحب الخيال الخصب و متى وجد هذا الأخير أظهر الطفل مواهب عظيمة مقرونة بأفضل الصفات كالصدق و الاستقامة و الأمانة . أما إذا ارتكب بعض الأخطاء و الهفوات المقصودة فيكون ذلك بمثابة الرد على سوء معاملة الآخرين له و عدم ثقتهم به . يميل الطفل في برج القوس إلى الكرم و التبذير أحيانا . لذا من واجب أهله تعويده منذ الصغر الاعتدال و السير وفقا لميزانية محددة , كما أن من واجبهم تعويده احترامهم و مراعاة شعورهم و عدم مس كرامتهم بصراحته الفطرية المعروفة . من المواضيع الأخرى التي يفترض في الأهل و المدرسين تعليمها لطفل برج القوس الجنس و الحمل و الولادة و خلاف ذلك . و السبب هو اهتمامه المبكر بأفراد الجنس الآخر الأمر الذي قد يورطه في بعض الأحيان إذا لم يتسلح بالمعرفة و الخبرة الضرورتين . إذا وضعنا حسنات مولود برج القوس و سيئاته في كفتي ميزان نجد أن حسناته تفوق سيئاته كثيرا مما يجعلنا نؤكد أنه طفل رائع بكل معنى الكلمة . يكفي أن نعلم أن الحظ بجانبه مهما بدر منه من أقوال و أفعال .
الطفل الجدييبدو طفل برج الجدي عند الولادة كالعجائز . ثم يسترجع شيئا فشيئا حيوية الطفولة و رونقها إلى أن يصبح بعد عدد من السنين في وضع يحسده عليه مواليد الأبراج الأخرى الذين في عمره . و يفسر البعض هذا النمو الخلفي الذي هو عكس التطور الطبيعي عند الإنسان على أنه رمز واضح لتاريخ ولادة الجدي الذي يقع كما نعلم ما بين احتضار سنة راحلة و ولادة أخرى جديدة .
إن هذا الطفل منذ البداية رزين قوي الإرادة مكتمل الفهم رصين النظرات إلى درجة يشعر معها الكثيرون و على رأسهم والدته بالارتباك لاعتقادهم أنهم هم الأطفال وهو الإنسان البالغ . و منذ البداية أيضا يتمتع بذوق خاص يدافع عنه و يؤكده بأسلوب هادئ سلبي لا أثر فيه للعنف أو المشاكسة أو الصراخ أو أية وسيلة من وسائل الطفولة عامة . و لهذا الطفل العجيب أهداف و أحلام واقعية يستطيع تحقيقها دون أدنى ريب بفضل مقدرته التنظيمية و سيره بحسب روتينية معينة . و بما أنه لا يشبه الأطفال من نواح كثيرة يبدو محروما من الصداقات . ليس له سوى زميل أو اثنين على الأكثر . لكنه يعتاض من ذلك الحرمان بعلاقـة ثابتة بأفراد العائلة , و بحياة بيتية لا يفضل عليها شيئا آخر .
يبدو هذا الطفل في المدرسة بطيء الذكاء نسبيا , منطويا على نفسه و عنيدا بعض الشيء , و مع ذلك ينجح في دراسته , بل يتفوق فيها على الكثيرين , و ذلك بفضل مثابرته و عدم لهوه باللعب أو الأحلام . ومع أنه قليل الاختلاط إلا أنه ينجح في الوصول إلى مركز القائد أو الزعيم بين أترابه الذين يشعرون نحوه بالتقدير و الاحترام. غير أنه يتهم أحيانا بالظلم و التعسف بسبب تحكمه فيمن هم أضعف منه , و مقابل ذلك لا يتردد في الانقياد لمن هم أقوى منه و أعلى شأنا دون التخلي قيد شعرة عن حقوقه التي يعرف كيف و متى يستردها .
يرفض طفل برج الجدي إهمال واجباته و مسؤولياته في سبيل اللهو أو اللعب . لكن ذلك لا يمنعه من ملء فراغه بالصورة التي يريد . إن أساليب التسلية عنده تختلف في الواقع عن المألوف و المعتاد , فأفضل لعبة يقوم بها هي تقليد الكبار بوجه عام و أحد والديه بوجه خاص . مثلا تلبس طفلة برج الجدي ثياب والدتها و تتبرج مثلها و تقوم مثلها أيضا بدور الأم و ربة المنزل مستعملة الدمى مكان الأطفال الحقيقيين . أما الصبي فيمثل دور الطبيب أو المحامي أو الأستاذ ناسجا على منوال أبيه و معدا نفسه لمستقبل مماثل . هذا بالنسبة إلى مراحل الطفولة الأولى , أما في المراحل التالية فيظهر الطفل الاهتمام بأفراد الجنس الآخر ولكنه لا يستطيع منع نفسه من الارتباك و الخجل أمامهم . تلك الظاهرة كفيلة بجعل سن المراهقة أمرا شاقا عليه ما لم ترافقها رعاية الأهل و تشجيعهم له .
على الرغم من بعض الصفات التي لا تنبئ بسهولة كبيرة في طباع هذا الطفل يمكن القول أنه – إجمالا – دمث الأخلاق رفيع التهذيب , قليل التبذير , واقعي الأحلام , جدير بثقة أهله و معلميه و أترابه . إن في وجوده متعة حقيقية و نعمة لا يعرف قدرها إلا من يرزق مثله .
الطفل الدلوالطفل في برج الدلو طفل حساس عنيد مستقل و صاحب نزوات تبدو لأهله و المحيطين به أشبه شيء بالموجات الكهربائية أو الإشعاعات الذرية . لكن هذه الظاهرة لا تعود مستغربة متى عرفنا أن الكوكب أورانوس يؤثر في هذا الطفل و يكسبه غرابة الأطوار التي تعرف عنه .
يتمتع الطفل في برج الدلو بدماغ معقد هو مزيج من التفكير الواقعي و المنطق السليم و الحس المرهف الأمر الذي يمنح شخصيته طابعا سلبيا يجعله يرفض الانصياع للأوامر ما لم يقتنع بها أولا , كما يمنحه مزاجا مملوءا بالتناقضات . يحاول في الواقع أن يبدو مختلفا عن بقية الأطفال فلا يتوانى من أجل ذلك عن الظهور بمظهر الشيوخ الحكماء أو الأشخاص الغريبي الأطوار . يتمنى مثلا الخروج تحت المطر أو يلزم غرفته المغلقة في الجو الصافي الجميل .
قد ينجح هذا الطفل في المدرسة نجاحا باهرا يقوده إليه منطقه السليم أو يفشل فشلا ذريعا بسبب قلة انتباهه و عدم مقدرته على التركيز . ومن مشاكله الرئيسية في تلك المرحلة المبكرة من عمره ضعف الذاكرة و تشتت الأفكار , فإذا لم يعالج منهما في الوقت الملائم تفاقم أمره على مر السنين و أصبح فيما بعد إنسانا شبه ضائع . يجب في الواقع تشجيعه على ممارسة الرياضة وعلى الخروج من دائرة بيته الضيقة كي لا يبقى أسير جسمه البطيء و أحلامه السريعة المتيقظة .
يكره الطفل في برج الدلو العصافير و الأشجار و الشواطئ و الغابات و جميع الأشياء الأخرى التي يألفها الأطفال عادة , و يفضل عليها اكتشافاته الخاصة الأكثر تعقيدا , كما يكره المسؤولية و الواجب و يفضل عليهما أساليب العيش الأبسط و الأسهل . لهذا السبب يصبح من واجب أهله أن ينموا فيه هذه الروح التي يفتقر إليها إذا أرادوا له في المستقبل دورا في المجتمع بناءا و إيجابيا .
على الرغم من غرابة أطواره ينجح هذا الطفل في استقطاب أكبر عدد من الأصدقاء من مختلف الأعمار و الطبقات . و مع ذلك يبقى بعيدا عن التجارب العاطفية التي يمر بها سواه من الأطفال و خصوصا في مرحلة المراهقة . و الحقيقة أن الطفل المنتمي إلى برج الدلو يفضل على حب الفرد الواحد حب الإنسانية بأجمعها .
هذا و يتأثر بمشاكل أهله تأثرا بالغا يحاول إخفاءه بجميع الوسائل . إن جميع ما يراه و يسمعه في طفولته يبقى في الواقع منقوشا في ذاكرته حتى آخر نسمة من حياته . و ليس هذا فحسب بل إن في استطاعته قراءة أفكار الآخرين و التكهن بتصرفاتهم قبل حدوثها و لهذا السبب بالذات يجب على أهله أن يؤمنوا له جوا عائليا يسوده الهدوء و التفاهم و الانسجام , و تراعى فيه طبيعته الغريبة هذه .
يقال أن هذا الطفل يولد ناضجا بكل معنى الكلمة . و هو منذ البداية يضع لنفسه أهدافا يجهلها غيره من الأطفال العاديين . و مع أنه يجهل في أي اتجاه يسير باستمرار إلى أن يصل إلى غايته المنشودة .
الطفل الحوتمنذ أن يفتح الطفل المولود في برج الحوت عينيه أول مرة يبدو فيهما سحر غريب يوحي بأنه طفل غير عادي هبط من كوكب بعيد على متن شعاع قمري . و عندما تتأمل والدته وجهه المورد و بشرته الرقيقة و غمازاته الحلوة يمتلئ قلبها بالسرور , و تتمنى لو تمتد طفولته لتنعم بها أطول فترة ممكنة . و لا بد من أن تكتشف يوما , بعد مضي سنوات , أن السماء قد حقـقت فعلا رجاءها و تركت لابنها جزءا كبيرا من أحلام و خيالات طفولته السعيدة .
يظهر طفل برج الحوت منذ البداية كارها لواقع الحياة و رتابتها , هاويا للتمثيل بغية الهروب إلى عالم آخر أجمل و أهنأ . إن ميله هذا يسهل في الواقع أمر تربيته و رعايته . فإذا أرادت والدته إقناعه بأمر ما عليها الدخول معه في تمثيلية وهمية ينسى فيها نفسه فينقاد إلى أوامرها طائعا مختارا . تستطيع مثلا التظاهر بأنها جنية لطيفة جاءت ترش عينيه بالنوم فينام , أو تدعي أن الملعقة عصفور هائم , و أن فمه هو العش , فيفتحه و يتلقف الطعام , و هكذا . . . إن أي أسلوب يتسم بطابع الغرابة يظل أفضل بالنسبة إليه من الروتين الذي يسير عليه الأطفال عادة . إنه على كل حال يرفض اللجوء إلى العنف و الصراخ للوصول إلى مبتغاه , و يستعمل عوضا منهما أساليب ملتوية فيها الكثير من الذكاء و الحكمة .
حاجة هذا الطفل إلى التقدير و التشجيع ماسة بسبب ثقته القليلة بنفسه و إيمانه بأن كفاءاته محدودة . و هو حساس خجول سريع العطب و لكنه قادر على إخفاء حقيقة أمره تحت ستار التكتم و الادعاء . و مع أنه ماهر في تحوير الواقع إلا أنه يصر على القول إنه صادق لا يكذب . كذبه على حال من النوع البريء الناجم عن الخوف من تعرية الحقائق . هذا من ناحية , و من ناحية أخرى يعتبر في المدرسة مصدر حيرة و استغراب معلميه و ذلك بسبب رفضه أساليب التعليم المألوفة و اتباعه أسلوبا خاصا به وحده تثبت جدارته مع الوقت . هو أيضا طفل فنان يتذوق الموسيقى و الرقص و يدهش الناس بخفته و رشاقـته , كما ينجذب بقوة نحو رجالات الحرب و علماء الفضاء و كبار الموسيقيين و النحاتين . يفضل معاشرة الكبار على الصغار , و مع ذلك يتهرب من الواجب و المسؤولية .
يعيش طفل برج الحوت حالة تقمص غريبة إذ يتحدث عن أناس ماتوا قبل ولادته , و يسرد بعض الوقائع قبيل حدوثها . إن الخطر كل الخطر أن تقابل هذه الظاهرة بالهزء أو اللوم أو الاتهام بالكذب لأن الأيام و الحوادث كثيرا ما تثبت صدق رؤية هذا الطفل العجيب . بالمقابل لا يجوز تركه فريسة أوهامه و خيالاته دون تدخل بناء من قبل أهله و مربيه . إن في الإمكان معالجة أمره بالرفق و الصبر و المحبة إلى أن يستطيع التكيف للعالم الذي يعيش فيه و ينجح في تحويل جزء من أحلامه إلى واقع ملموس فيه سعادته و استقراره .