نوسترادموس
من 450 عاما نشر العراف الفرنسي الشهير (نوستراداموس) رباعياته التي كتبها بالفرنسية واللاتينية واليونانية والعبرية، فهو من أصل يهودي ثم تحول إلى الديانة الكاثوليكية، ومنذ ذلك الوقت والباحثون والمترجمون والعرافون ورجال الدين يفتشون بين السطور عن أحداث وقعت أو سوف تقع، ويتعسفون في تفسير التعبيرات والرموز الغامضة عن العراف الفرنسي ميشيل دنوتردام الشهير بنوستراداموس.
فقد وجدوا أنه تنبأ بظهور وأفول هتلر، وأنه وصفه وصفا دقيقا وقال إن اسمه هدلر، وتنبأ باغتيال جون كنيدي، وظهور صدام حسين واحتراق بغداد، وتنبأ بظهور ناطحات السحاب وآبار البترول والغواصات والدبابات والطائرات والصواريخ.
حتى أحداث 11 سبتمبر ونسف المركز التجاري العالمي، فقد قال إن هذا سوف يحدث في مدينة الله، ولكن هل نيويورك مدينة الله؟ وقال إن التوأم سوف ينفصل عن الآخر يقصد ناطحات السحاب.
وقد حاولت أنا أيضا وأوجعت دماغي في تفسير كثير من التراكيب الغامضة التي جعلها نوستراداموس كذلك خوفا على نفسه من السلطات.
وأيام حرب الخليج وعدوان صدام على الكويت، ثم العدوان الأميركي على العراق وجدت اسما قريبا من اسم صدام. وأمامه ووراءه النار في الآبار وسقوط صدام حسين، كل ذلك وغيره حاولت، وحاول كثيرون أن يفرضوه على الأحداث لكي تؤكد أن العراف الفرنسي قد توقع كل شيء في الدنيا أو أشار إليه.
والناس عندها استعداد لان تصدق العرافين، لأنها قلقة على مستقبلها وتتعجل معرفة ما سوف يحدث.
وقد أحصيت ترجمات نبوءات العراف تسعين في لغات كثيرة. في اللغة الفرنسية وحدها ظهرت خمس وعشرون ترجمة، والمعنى أن هناك يقينا بأن الرجل صاحب نبوءات وكرامات وانه أوتي هذه الموهبة الفريدة في معرفة ما سوف يكون وهي مبالغات غير معقولة ولكن لأن عباراته فضفاضة غامضة وفيها كثير من الرموز فقد استطاع أي واحد أن يلبسها ثوب الواقع.
آخر النبوءات انه توقع نهاية الرئيس الفرنسي ميتران وانه تحدث عن عشيقاته الكثيرات، ولكن ما الذي حدث لميتران؟ أنه رئيس دولة ناجح وفي غاية الذكاء وكانت له علاقات، وهو في ذلك فرنسي مائة في المائة، ولما قرأت الترجمة الحديثة جدا لريمون فيار لم أجد في كل الذي قاله ينطبق على ميتران وحده، وإنما ينطبق على أي رئيس دولة، أو أي رئيس تحرير!