بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
وعلى آله وصحبه أجمعين
أحبابيـ
وددت أن أضيف إلى صرحنا قصة لم أقرئها بل سمعتها من أحد الشباب الملتزمين بنفسه
يقول ذلك الشاب قبل أكثر من عقدين من الزمان
كان عاصي وكان من المدخنين لشيشة يحلق لحيته كل أسبوع
ويقع في المعاصي دون علم
حتى أتى ذلك اليوم الذي أصطحبه أحد زملائه في العمل
إلى مقبرة العود في الرياض
وعندما شاهد القبر لم يحرك ساكن ولكن صديقه لم ييأس منه بل طلب منه وألح عليه بالحضور إلى محاضرة دينيه في منزله
فحضر ذلك الشاب ولم يحرك ساكن أيضاً
فقرر ذلك الشاب الملتزم جزاه الله خير أن يصطحبه مرة أخرى
إلى جلسة محاضرة في نفس المنزل وكانت طموح الشاب الملتزم التأثير على زميله
حيث كان الشاب الملتزم قد نسق ورتب لاستضافة رجال دين
من المنطقة الشرقية
وكان في ذلك الوقت لا يوجد هواتف محمولة أو وسائل اتصال
سوى الهاتف الثابت
وكان الشاب الملتزم يسكن حي النسيم بمدينة الرياض الذي لم تصله وقتها خدمة الهاتف كونه حي جديد
حيث تم الترتيب مع رجال الدين المتجهين من المنطقة الشرقية
إلى الرياض على أن يكون في استقبالهم شقيقه في أحدى المحطات على طريق الرياض ومعروفه تلك المحطة لدى الطرفين
فذهب شقيقه لاستقبالهم في الوقت المحدد وبعد أن تقابل معهم
كان لدى شقيق الشاب الملتزم الذي في انتظار الضيوف
سيارة من نوع داتسون ومن المعروف انتشار هذه النوع
من السيارات في مدينة الرياض ذلك الوقت
فسار شقيق الملتزم أمام سيارة الضيوف كدليل لإيصالهم منزل شقيقه
وعند دخول الحي لم يشاهدهم خلفه فعاد ليبحث عنهم ولكن لم يجدهم
فعاد إلى المنزل وأبلغ شقيقه بالخبر وكان ذلك الشاب المعني من بين الحضور
ويقول
لم أشاهد غضب أو أثار زعل على أحد من الحضور وعندما سمعت الخبر فرحت داخلي كوني أريد الخروج من هذه المجاملة التي قيدتني عن تدخين الشيشة ومشاهدة التلفاز في المقهى
فما كان من ذلك الملتزم إلى أن طلب من الحضور الدعاء
فأخذوا الحضور بالدعاء للضيوف
بأن يجعل الله بينهم لقاء في تلك الليلة
يقول ذلك الشباب أخذت أنظر إلى الجميع باستهتار داخلي
كيف يدعون الله أن يحضر لهم من تاه في شوارع الرياض
ولا دليل له ولا علم له بالمدينة بتاتاً
وبعد أن أفرغ الجميع من الدعاء ما هي سوى دقائق قليلة
وإذا بجرس المنزل يرن
وإذا بالضيوف يدخلون علينا بدون وسائل اتصال تكنولوجيه
سوى الاتصال بالله سبحانه وتعالى
فلم يستغرب الجميع من هذا الحدث ولم يندهش أو يستغرب
سوى ذلك الشاب الذي لم يلتزم
يقول كان الجميع في فرحة وأنا في اندهاش
أريد معرفة كيف استدلوا على المنزل
فسألهم صاحب المنزل المضيف
كيف استدلوا على المنزل ؟
قال أحدهم عندما تقابلنا مع شقيقك في المحطة
وسار أمامنا قمت بتسجيل رقم لوحة السيارة
وعلمنا أنك تسكن حي النسيم
ونحن نسير وجدنا أنفسنا نسير خلف سيارة غير سيارة شقيقك اكتشفنا ذلك من خلال الرقم فما كان منا سوى الاستفسار عن حي النسيم فتم توجيهنا إلى حي النسيم
فقررنا أن نجوب شوارع الحي حتى نجد سيارة شقيقك
التي سجلنا رقمها
وبينما نحن نسير في الحي ونسبح لله ونحمده
وإذا بالسيارة أمامنا فتبينا أنها نفس السيارة من خلال الرقم وقد دلنا على باب المنزل أبو فلان كونه قد زارك مسبقاً
سبحان الله
أنظروا فراسة المؤمن قد جعلها الله سبب لاستجابة دعوتهم
ومنذ ذلك الوقت قد عرف ذلك الشاب إنهم على حق
وإن استمراره في الطريق الذي كان عيه خطاء
فقرر ملازمتهم فهداه الله والحمد لله ألتزم على يده
جميع أخوانه حتى أن منهم الآن مدرس دين