عـلـم الـتـأويـل ومـكـانـتـه من بين الـعـلوم الـشـرعـيـة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى ومن بهدية اهتدى ومن بنوره اقتدى وبعد ...

قال تعالى : (( لهم البشرى في الحياة الدنيا و الآخرة )) ...

وقال عليه الصلاة والسلام : (( ذهبت النبوات وبقيت المبشرات )) ...

قالوا وما المبشرات يا رسول الله قال الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له ...

غريب عالم الرؤى والأحلام ، وغريب هو تعامل بعض الناس مع رؤاهم وأحلامهم . فتجد البعض لا يقر له قرار ولا يهنأ له بال إلا بعد أن يعرف تعبير رؤاه ، بل ربما يسأل أكثر من معبر عن تعبير نفس الرؤية .
في حين أن أناسًا آخرين يظنون أن تعبير الرؤى ضرب من ضروب التنجيم ، وأن هذه الأمور من الغيبيات التي لا يجب على الإنسان الخوض أو البحث فيها أو عنها ...

الرؤيا مبدأ الوحي .( البخاري 3 ومسلم 231 ) ...

قالت عائشة رضي الله عنها : أول ما بدئ به رسول الله من الوحي هي الرؤية الصالحة فكان لا يرى رؤية إلا جاءت كفلق الصبح ...

وقد من الله تعالى على نبيه يوسف بعلم تأويل الأحلام فكان كلامه المعجز ...

قال تعالى : (( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث )) ...

فكان الرسل عليهم صلوات الله وسلامه يؤمنون بالرؤيا الصالحة وكانوا يعملون بها لأنها وحي من الله فالرؤية تتضمن دلالات هامة ....

وكما قدره الرسول عليه الصلاة والسلام : ( الرؤية جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوة ) ( البخاري 6472 ومسلم 4201)...

وتنقسم الرؤيا إلى ثلاثة أقسام :

* الرؤيا الصالحة : وهي رؤية مبشرة من عند الله ويفرح المؤمن لرؤيتها وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . ( مسلم 4200 ) ...

* حلم من الشيطان : وهو حلم من الشيطان ويحزن المؤمن منه ...

* حديث نفس : وهو ما يحدث به الإنسان نفسه أو يتمناه ..

ويقول الفقهاء والعلماء عن مكانة هذا العلم الجليل :

قال فضيلة العلامة : الأمام السعدي ( رحمه الله ) في تفسيره ( 2/ 442) ...
( علم التعبير من العلوم الشرعية وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه )

وقال فضيلة العلامة : الأمام ابن حجر الـعسقـلاني في فتح الباري ( 12/437 ) ...
( الحث على تعليم علم الرؤيا وترك إغفال السؤال عنها )

وقال فضيلة الشيخ / محمد بن عـبـد الـوهـاب في مجموع مؤلفاته ( 5/130 ) ...
( علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده )

واختم بقول الخليفة الراشد : على بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) : ما زال الإنسان يرى الشيء فيكون ويرى الشيء فلا يكون ...

... وإن شاء الله أكون قد أوجزت لكم عن مكانة علم الرؤى والأحلام في رسالتي هذه ...

وفي النهاية اسأل الله السلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والعصمة من كل ذنب وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه على كل شيء قدير ...

والله ولي التوفيق والسداد ...

علما الانسان ما لم يعلم